«أطباء بلا حدود» تعلّق عملها في مستشفى بشائر بالخرطوم بسبب العنف

«أطباء بلا حدود» تعلّق عملها في مستشفى بشائر بالخرطوم بسبب العنف
عناصر أطباء بلا حدود في السودان (أرشيفية)

أعلنت منظمة أطباء بلا حدود، الجمعة، عن تعليق عملياتها في مستشفى بشائر في العاصمة السودانية الخرطوم بعد تعرضه لعدة "هجمات عنيفة" من قبل مسلحين على مدار الأشهر الماضية، وأكد الأمين العام للمنظمة كريستوفر لوكيير أن استمرار العمليات في المستشفى أصبح غير ممكن بسبب العنف المستمر الذي استهدف المرضى والعاملين في المستشفى.

يقع مستشفى بشائر في جنوب الخرطوم، وهي منطقة تشهد صراعًا عنيفًا بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، ويعد المستشفى واحدًا من آخر المنشآت الصحية التي تقدم رعاية مجانية في المنطقة، وقد استقبل أعدادًا متزايدة من المصابين في الآونة الأخيرة نتيجة القصف والضربات الجوية المستمرة على المناطق السكنية والأسواق.

تدهور الأوضاع الصحية 

منذ بداية النزاع في أبريل 2023، أسفر الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عن مقتل عشرات الآلاف، ورغم محاولات الوساطة يستمر العنف في العاصمة الخرطوم، ما أدى إلى إغلاق العديد من المنشآت الصحية، مع تقارير عن استهداف المستشفيات من قبل الطرفين المتحاربين.

تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو ثلث النازحين داخل السودان قد فروا من الخرطوم، بينما تم تدمير العديد من المرافق الطبية بسبب العنف المستمر، ووفقًا للمنظمات الإنسانية، فإن إغلاق المستشفيات يفاقم الأزمة الصحية ويمنع المدنيين من الحصول على الرعاية الطبية الضرورية.

أعربت المنظمة عن أملها في أن تسمح الظروف في المستقبل بعودة فرقها إلى مستشفى بشائر لاستئناف الأنشطة الطبية، مشددة على أن هذا القرار جاء بعد محادثات مع الأطراف المتحاربة ولكن في ظل تدهور الوضع الأمني، لم يعد ممكنًا توفير الرعاية في مثل هذا المناخ العنيف.

الأزمة السودانية

ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 معارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".

وأدّى النزاع إلى مقتل أكثر من 20 ألف مواطن وإصابة الآلاف، مع أن الرقم الحقيقي للقتلى قد لا يُعرف أبداً لعدم وجود إحصاءات رسمية موثقة.

وأدى الصراع كذلك إلى تدمير أجزاء كبيرة من العاصمة الخرطوم وإلى زيادة حادة في أعمال العنف المدفوعة عرقياً وإلى تشريد أكثر من 14 مليون سوداني لجأ من بينهم أكثر من مليون شخص إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، وخصوصاً إلى مصر شمالاً وتشاد غرباً.

وأبرم طرفا النزاع أكثر من هدنة، غالبا بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، سرعان ما كان يتمّ خرقها.

كما يحاول كل من الاتحاد الإفريقي ومنظمة إيغاد للتنمية بشرق إفريقيا التوسط لحل الأزمة في السودان.

ولم يفِ طرفا القتال بتعهدات متكررة بوقف إطلاق النار يتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال أو توفير ممرات آمنة لإدخال مساعدات إغاثية.

وتكرر المنظمات الإنسانية التحذير من خطورة الوضع الإنساني في السودان الذي كان يعدّ من أكثر دول العالم فقرا حتى قبل اندلاع المعارك الأخيرة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية